https://s.mc-doualiya.com/media/display/155626ce-12bf-11ea-9c0f-005056a98db9/w:310/p:16x9/sommeil-2.jpg
صورة توضيحية / فيسبوك (Sommeil Santé)

الذبحات القلبية والجلطات الدماغية تتدنّى بفضل القيلولة القصيرة

by

توسّعت دائرة الحسنات المُستمدّة من القيلولة القصيرة. فبناء على ما ورد عن باحثين من جامعة لوزان السويسرية، إنّ قسطا قصيرا من النوم حينما ننعم به نهارا بمعدّل مرّتين في الأسبوع، يُساهم في تخفيض مخاطر الأمراض القلبية وحوادث الجلطات الدماغية بنسبة 48%.

لم يستطع بعد الباحثون من تحديد المدّة الزمنية التي على أساسها تصبح القيلولة مفيدة أو لا في مضمار الوقاية من الذبحات القلبية وحوادث الجلطات الدماغية. إنّما معظم الدراسات العلمية الرصينة تجمع على أنّ القيلولة ما بعد وجبة الغذاء ممتازة للصحة. في آخر دراسة تعمّمت عن جامعة لوزان، أثنى الباحثون السويسريون على منفعة القيلولة بعدما قاموا باستجواب عيّنة من البشر شملت 3500 إنسان كانوا قد أفصحوا عن عادات نومهم. من ضمن العيّنة كان هناك 155 شخصا يعانون من أمراض في القلب أو من مشاكل وعائية-قلبية. تبيّن على ضوء الدراسة أنّ المصابين بأمراض القلب وبالمشاكل الوعائية-القلبية الذين كانوا يأخذون قيلولة بعد الغذاء في السنوات السابقة لبداية انطلاق الدراسة، كانوا أقلّ عرضة لخطر الذبحات القلبية والجلطات الدماغية بالمقارنة مع المصابين بأمراض القلب وبالمشاكل الوعائية-القلبية الذين لم يعتادوا على أخذ قسط قصير من النوم في النهار.

لا خلاف في المجتمع العلميّ على أنّ القيلولة تساعد في محاربة الإجهاد والإرهاق النفسي وعلى أنّها تقوّي جهاز المناعة. إلاّ أنّ حسنات القيلولة بعد وجبة الظهر لا تقتصر على هاتين النقطتين المذكورتين. فاستحضارا لما ورد في دراسة دولية تعود لعام 2015، إنّ نصف ساعة من النوم نهارا تعوّض وتخفّف الضرر الهرموني الناجم عن شحّ وقصر ساعات النوم في الليل. جرت التجارب ضمن هذه الدراسة على رجال سُمح لهم بالنوم ساعتين فقط في الليل وأُذن لهم بأخذ قيلولة من ثلاثين دقيقة في النهار. كانت كفيلة القيلولة من نصف ساعة أن تعيد التوازن في منسوب الهرمونات والبروتينات التي تُساعد على محاربة التوتّر وتعزيز الجهاز المناعي.

من جهة موازية، لا تتوقّف حسنات القيلولة على هذا الجانب إذ ليس من قبيل الصدفة أن تتوسّع رقعة الشركات التي تسمح لموظفيها بأخذ غفوة قصيرة خلال دوام العمل ما بعد الظهيرة. فكثيرة هي الدراسات التي أظهرت أنّ العمّال والموظّفين الذين ينعمون بقسط من النوم ما بعد الظهر، تزداد مهاراتهم الإدراكية والنفسية-الحركية وتنتعش إنتاجيتهم وكفاءاتهم أكثر بكثير من العمّال والموظفين الذين لا يُسمح لهم بالنوم خلال دوام العمل. دون أن ننسى أن النوم منتصف النهار يساعد على تقوية الذاكرة وعلى توطيد المكتسبات العلميّة.

من باب العقلانية والحكمة، لا ينبغي أن تتخطى مدّة القيلولة عن العشر دقائق كي تكون الفائدة منها قصوى. كلّما كانت القيلولة طويلة المدّة، كلّما كانت غير منعشة للقوى. وكلّما تمادينا في النوم خلال النهار لأكثر من عشر دقائق كلّما باتت الحاجة القهريّة للنوم مجدّدا ما بعد الاستيقاظ ملحّة ويصعب لجمها. علاوة على ذلك، إنّ القيلولة القصيرة التي لا تدوم لأكثر من عشر دقائق لدى الشباب تساعد على تقليل التعب المرتبط بدين النوم وخسارة ساعتين ونصف من ساعات النوم الإجمالية.
أمّا القيلولة الطويلة فلها ضرورة ومنفعة بارزة فقط لا غير لدى كبار السنّ الذين يميلون إلى قلّة النوم في الليل.
خاتمتنا تعيدنا إلى المثل الشعبيّ الإيرلنديّ القائل: " الضحك والنوم الطويل هما أفضل علاج في كتاب الطبيب". ولذا ليس من المنطق أن نلجأ كشباب إلى القيلولة الطويلة في النهار تعويضا عن قلّة نومنا في الليل لأنّ ما من شيء أفضل من النوم الكافي خلال الليل في سبيل أكسجنة الدماغ وتفريغ الشوائب منه.