https://24.ae/images/Articles2/201911291834148812L.jpg
(أرشيف)

العراقيون يسقطون المحرمات حول إيران

by

هاجم العراقيون المتظاهرون منذ أكثر من شهر ضد السلطة السياسية قنصليات إيرانية، وأزالوا صور زعماء إيرانيين في الساحات العامة، مسقطين في الشارع محرمات كثيرة، فيما يرى خبراء أن إيران عززت نفوذها داخل الحكم في العراق.

وفي النجف التي تستضيف سنوياً ملايين الزوار الشيعة معظمهم من الإيرانيين، أضرم متظاهرون النار في قنصلية طهران وهتف مئات الشبان "إيران برا" من داخل المجمع الدبلوماسي.

وقال علي حسين أحد المتظاهرين في النجف "إن تدخل إيران الذي لا تحاول حتى إخفاءه أثار استياء العديد من العراقيين"، معتبراً أن الهجوم على القنصلية "رسالة واضحة إلى إيران لحملها على مراجعة دورها في العراق".

وسبق أن حاول متظاهرون مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد شهر من بدء الاحتجاجات على السلطة العراقية والتي تخللها مقتل نحو 400 شخص بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس، إحراق قنصليّة إيران في كربلاء، المدينة المقدسة لدى الشيعة أيضاً، ورفعوا الأعلام العراقية على الجدار المحيط بالمبنى وكتبوا عليه "كربلاء حرة حرة.. إيران برا برا".

وبعدما كانت هذه المعارضة لإيران تقتصر على مناطق السنة الذين يشكلون ثلث سكان العراق مقابل ثلثين من الشيعة كما في إيران، احرق المحتجون مقار فصائل مسلحة مؤيدة لإيران تشكل ثاني أكبر كتلة في البرلمان في بغداد.

وما أجج غضب المتظاهرين الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق، هو الذي نجح في رص صفوف الأحزاب الحاكمة حول رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي كان موقعه مهدداً.

ويتهم المتظاهرون إيران أيضاً بالقضاء على الصناعة العراقية بإغراقها السوق بمجموعة واسعة من المنتجات والسلع تراوح من السيارات إلى الطماطم، بقيمة إجمالية تصل إلى حوالى ستة مليارات يورو في السنة.

وقال الباحث فنار حداد إن "الشعور المعادي لإيراني ليس جديداً، لكن طريقة التعبير عنه جديدة".

وأوضح الباحث المتخصص في شؤون العراق، أن "الغضب يتركز على النظام السياسي العراقي، وبطبيعة الحال ينصبّ أيضاً على إيران لأنه من المستيحل الفصل بينهما".

وعملت إيران على مدى سنوات في عهد الرئيس الراحل صدام حسين على بسط شبكة قوية بين معارضي نظامه، سواء من أنصار القضية الشيعية أو الأكراد، أو حتى من العشائر السنية. والعناصر الذين عولت عليهم إيران منذ سنوات باتوا اليوم في السلطة.

كما حرصت إيران على أداء دور لا يمكن للعراق الاستغناء عنه، فأمدت الدولة المجاورة لها بالتيار الكهربائي والغاز الطبيعي لقاء مليارات اليورو.

وعند اندلاع الحركة الاحتجاجية في الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، نزل المتظاهرون إلى الشارع للمطالبة بخدمات عامة وبتموين كهربائي ثابت ووظائف في بلد لا يزال العديد من مصانعه مغلقا منذ الاجتياح الأمريكي عام 2003، لكن إيران كانت في أذهان الجميع.

وأوضحت ماريا فانتابيي من مجموعة الأزمات الدولية، أن وعود الازدهار بعد الحاق الهزيمة بتنظيم داعش قبل عامين لم تتحقق.

والأهم أن الطبقة السياسية لم تتجدد في بلد مصنف في المرتبة الثانية عشرة للدول الأكثر فساداً في العالم.

وقالت الباحثة إن "الانتفاضة نزعت الغطاء عن طبق كان يغلي بالأساس" والشعور المعادي لإيران "طفا على السطح".

ولفتت إلى أن الانتفاضة كشفت النقاب عن الشقاقات، سواء بين الشعب والطبقة الحاكمة، أو بين المرجعيتين الشيعيتين في العراق وإيران.