http://www.2m.ma/site_media/uploads/mediasfiles/2017/11/2/1509619602/1509619602maxresdefault.image_corps_article.jpg

خبير: هذه دلالات تحذير إسبانيا من السفر إلى مخيمات تندوف

by

أصدرت وزارة الخارجية الإسبانية، يوم الأربعاء الماضي، تحذيرا من السفر إلى مخيمات تندوف بسبب تنامي المخاطر الإرهابية. وقالت مصادر حكومية لصحيفة إلباييس الإسبانية إن هذا القرار جاء إثر توصل الأجهزة الإسبانية بمعلومات استخباراتية من مصادر موثوقة حول وجود مخطط إرهابي يستهدف المواطنين الإسبان ومصالح إسبانيا في المنطقة.

سعيد الخمسي، نائب رئيس المركز الأطلسي للدراسات الأمنية والتحليل الإستراتيجي قال إنه يجب قراة تحذير إسبانيا من السفر إلى المخيمات ضمن المستجدات الأخيرة، وآخرها  تفكيك عصابة إجرامية بطانطان على علاقة بأفراد من جبهة البوليساريو.

وكانت عناصر فرقة الشرطة القضائية بمدينة طانطان مدعومة بالفرقة الجهوية للتدخل، قد أوقفت صباح الخميس 21 نونبر الجاري، خمسة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في مجال التهريب والاتجار الدولي في المخدرات، على علاقة بأفراد من جبهة البوليساريو. 

وقال بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني بأنه جرى توقيف المشتبه فيهم ،  داخل خيمة بمنطقة صحراوية تبعد بحوالي 70 كيلومتر تقريبا في اتجاه الشمال الشرقي لمدينة طانطان، وتحديدا عند مشارف واد درعة، حيث تم العثور بحوزتهم على  سلاحي الاشينكوف وذخيرتهما الحية حصلوا  عليها بتواطؤ مع عناصر في جبهة "البوليساريو"، وتم تهريبها إلى المغرب لأغراض إجرامية من بينها التهريب والاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية.

وقال الخمسي إن تفكيك هذه الخلية يثبت مرة أخرى أن أفراد جبهة البوليساريو قد حولوا مخيمات تندوف " إلى فضاء للمتاجرة في المخدرات والسلاح،'' معتبرا أن  الفراغ الأمني بشمال مالي وجنوب موريتانيا وجزء كبير من جنوب الجزائر أعطى هامش للتحرك الحر للجماعات  الإرهابية والإجرامية بالساحل، وهو ما سهل نسج مصالح مشتركة لها مع جبهة البوليساريو.

وأشار  نائب رئيس المركز الأطلسي للدراسات الأمنية والتحليل الإستراتيجي إلى أن هذا القرار يأتي أيضا في أعقاب قرار سابق لإسبانيا بإيقاف برنامج إيواء أطفال من مخيمات تندوف، إضافة إلى قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء الصادر في نهاية أكتوبر الماضي، والذي أشار ثلاثة مرات إلى تردي الوضع الأمني بالمخيمات وجنوب الجدار الأمني العازل.

وخلص الخمسي إلى أنه  من الناحية السياسية، 'لا يمكن للحكومة الإسبانية أن تصدر مثل هذه البلاغات إلا إذا كانت هذه  التهديدات الإرهابية جدية. "

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قدو وعدت بداية شهر أكتوبر الماضي  بمكافأة تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تسمح بمعرفة مكان عدنان أبووليد الصحراوي، العضو السابق في جبهة البوليساريو الانفصالية، والذي أصبح لاحقا زعيما لتنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى.

ويقول مراقبون أن إطلاق واشنطن مكافأة مالية للقبض على العضو السابق في البوليساريو، هو إدانة ضمنية لهذا التنظيم الانفصالي الذي لم تسعفه كل مناوراته في إقناع المجتمع الدولي بأطروحته الانفصالية في ما يخص قضية الصحراء المغربية.

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قبل شهرين أن هذه الحقيقة تشكل قناعة لدى صناع القرار الأميركيين على نطاق واسع، مبرزة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي تواجه التهديد الإرهابي على عدة جبهات، متيقظة تجاه الوضع في منطقة الصحراء والساحل.

وكان مركز الاستخبارات والأمن الاستراتيجي الأوروبي، ومقره في بروكسل، قد حذر من تقارب البوليساريو مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيرا إلى الأوضاع الاجتماعية الكارثية في مخيمات تندوف التي تدفع بجزء من الشباب إلى مغادرة المخيمات والالتحاق بالجماعات الإرهابية.

وتتقاسم واشنطن والرباط نفس الموقف بشأن ما تشكله البوليساريو من تهديد للمنطقة، ولا تزال التحذيرات متوالية من تحول منطقة تندوف إلى بؤرة خطيرة للإرهاب، وهو ما يتفق بشأنه خبراء المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب (آي.سي.تي.أس) ومقره في الولايات المتحدة، بخصوص الارتباطات بين الجماعات الإرهابية العاملة في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل بجبهة البوليساريو، مشيرين إلى تزايد وتيرة تواجد تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة التابعة له في المنطقة.

وأشار تقرير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب إلى أن تنظيم القاعدة وغيرها من الجماعات المتطرفة في المنطقة تسعى إلى استغلال الوضع في المخيمات التي تسيطر عليها البوليساريو للقيام بأنشطة مكثفة للتجنيد، مشددا على الضرورة الملحة لمواجهة هذا الخطر الأمني.