الحريري لا يزال يمسك بخيوط اللعبة الحكومية... وهذا ما يقوم به "حزب الله"!
by اندريه قصاصلم يكد يصدر بيان الإعتذار عن الرئيس سعد الحريري بعدم رغبته في التكليف والتأليف حتى سارعت دوائر القصر الجمهوري بالإيحاء بأن الإستشارات النيابية الملزمة ستحدّد يوم الخميس، أي بالأمس الذي طوى كما غيره من الأيام، التي تجاوزت فيها الأزمة الإقتصادية مستويات غير مسبوقة من التدهور. وقد ترافق هذا الإيحاء بالترويج لإسم رجل الأعمال سمير الخطيب كمرشح محتمل للتكليف، مقرونًا بمعلومات منسوبة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال عن موافقته على إسم الخطيب ليتبين لاحقًا أن لا شيء من هذا القبيل قد حصل، وذلك عندما صدر موقف من "بيت الوسط" ينفي هذه المعلومات، على رغم العلاقة التي تربط الحريري بالخطيب، وهذا ما كان اشار إليه الرئيس نبيه بري عندما حادث الأخير وقال له إن "الصحبة" لا تنفع وحدها في هذا المجال
.
ومنذ أن صدر هذا الموقف عن "بيت الوسط" حتى تراجع منسوب التفاؤل في دوائر قصر بعبدا لتعود الضبابية في ما خصّ الإستشارات النيابية إلى السيطرة من جديد، مع ما تلازم ذلك من تراجع حظوظ الخطيب، كما سلفيه الوزيرين محمد الصفدي وبهيج طباره، وقد سُحبت من التداول الإعلامي لعبة تحديد المواعيد للإستشارات لتحّل مكانها لعبة من نوع آخر، وهي التي تحكّمت بمسار الأمور طيلة أكثر من شهر ومنذ تقديم الحريري إستقالة حكومته، وخلاصتها أن عملية تحديد المواعيد لا تزال تحتاج إلى بعض الوقت ريثما تتم حلحلة بعض العقد، التي إستجدّت بالنسبة إلى التكليف والتأليف، اللذين يسيران في خطين متوازيين ومتلازمين في مرحلة المشاورات السياسية، التي يشارك فيها "حزب الله" بقوة لحسابات خاصة به وبوضعيته الداخلية والإقليمية.
ومن المفارقات أن خطوط التواصل بين بعبدا من جهة و"بيت الوسط"، وبين عين التينة والأخير مقطوعة، فيما الخطوط بين حارة حريك ووادي ابو جميل مفتوحة، مع إصرار "حزب الله" على ألاّ يكون التكليف إلاّ عبر بوابة "بيت الوسط"، سواء عبر إقناع الحريري بالعودة عن إعتذاره، أو من خلال تسمية شخصية يرتاح إليها، ولكن بشروط معقولة ومقبولة من الجميع، وعلى طريقة "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم".
وإستنادًا إلى هذه المعطيات، ووفق أجواء سياسية على صلة بحركة المشاورات البعيدة عن الإعلام، فإن الحريري لا يزال يمسك بخيوط لعبتي التكليف ومن ثم التأليف، وهو لا يزال ينتظر المساعي التي يقوم بها "حزب الله" على خطي بعبدا وعين التينة، من أجل تضييق هامش الشروط والشروط المضادة، في محاولة لتقريب المسافات وتوحيد المصطلحات والأولويات، بعدما اصبحت الكرة في ملعب القصر الجمهوري.
ووفق الترجيحات فإن لا شيء محسومًا حتى هذه اللحظة، وأن لا موعد قريب لتحديد موعد الإستشارات، على أن تسفر إتصالات "الويك اند" عن بلورة صيغة حل ما، في ضوء ما يكون قد إستجدّ من معطيات لا تزال خاضعة للأخذ والردّ، لأن البلاد الغارقة بالمشاكل لفوق اذنيها لم تعد قادرة على تحمّل المزيد من التسويف والمماطلة، خصوصًا أن كلام رئيس الجمهورية كان واضحًا حين قال إن "الوضع الراهن لا يحتمل شروطاً وشروطاً مضادة وعلينا العمل معاً للخروج من الأزمة على نحو يحقّق مصلحة اللبنانيين".